The Management

سامح الجاسم رجل من إحدى عشائر حلب ...و تدعى بطوش و هو واحدٌ من مجموعة إخوة و أخوات يكونون عائلة متماسكة كل العائلة تعمل بصناعة الأجبان السورية التقليدية المعروفة تحت إدارة الوالد الذي امتهن هذه الصناعة لزمن طويل كانت هذه العائلة الكبيرة و المنتشرة تهتم بالأمان و الاستقرار و ازدهار أعمالها لكن الحرب في سورية لم تترك أي مجال لذلك في بدايات الأزمة كان وصف (صمتكم يقتلنا) نسبة للذين لم يشتركوا في نشاطات الحراك الشعبي يلتصق بهذه العشيرة نظرا لعددها و لأن هذه العائلة محايدة سياسيا و هدفها العيش الآمن قرر الأب و الذي تمتثل كل العائلة لرأيه و هذا من بديهيات تقاليد العشائر أن تغادر العائلة إلى تركيا ليأمن بعائلته و ليبدأوا معا بداية جديدة أوكل الأب إلى علي و هو الأخ الأكبر ليعمل على خطوات السفر و طريقة الذهاب و هذا ما كان ثلاث سنوات قضتها العائلة بتركيا و استثمرت فيها في المجال العقاري فكانوا يعيدون تأهيل المباني و الشقق المتهالكة وحتى تصبح مناسبة لتأجيرها للناس لكن كثافة قدوم السوريين في تلك الآونة لتركيا الأمر الذي كان يتسبب باستياء المجتمع التركي الذي كان قسم منه يعبر بطريقة غير لائقة بحقهم و على اعتبار أن سامح و إخوته يتقنون اللغة التركية و يسمعون هذه الإساءات فكانوا مضطرين بحكم النخوة العشائرية للتصدي لهذه الإساءات دفاعا عن إخوانهم من السوريين مما كان يتسبب لهم ببعض المشاكل مع الأتراك و لهذا قرر الأب مرة أخرى أن الحال لم يعد مناسبا في تركيا و ينبغي الهجرة لأوروبا فكان أحمد الأخ الأكبر أول المغادرين بغرض اكتشاف الرحلة و البلد المناسب فكانت هولندا اختياره و بعدها توالى قدوم أفراد العائلة و خلال سنة كاملة التأم شمل العائلة كلها و لأن مقر الجبنة هو هولندا بدأ أفراد العائلة بتعاضدهم المعروف تأسيس عملهم الأساسي بهولندا بعد الفحص و السؤال و الاستشارت افتتح أحمد الأخ الأكبر أول مصانع الجبنة السورية بقرض مريح الدفع من البلدية ثم تلاه علي بافتتاح معمل العائلة الثاني بجهد تمويل شخصي و بعدها لحقه سامح بعد أن باع منزله في سورية و افتتحه معمله الخاص و أخيرا و ليس آخرا قامت هناء الأخت الكبرى مع زوجها محمد بافتتاح المعمل الرابع و توالت الانجازات حتى حققت العائلة قسما لا يستهان به من أهدافها بمجموعة من معامل الجبنة السورية منتشرة في أرجاء هولندا يحلم سامح بشراء أرضه خاصة لكي يبني فيها معملا خاصا به مع مبنى كامل يجمع فيه كل أفراد عائلته سامح يعلن لنا أن العمل المشترك لابد من ثباته و أن الارتباط العائلي هو نعمة و أن المال هين و هو وسيلة لكن المحبة و الاحترام قيمة و هي مصدر القوة

تسار عسيكرية يبدو أن لإسمها منها نصيب فقد طحنت موانعها كعسكرية مقاتلة بعد أن غادرت مدينتها اللاذقية السورية إلى الإمارات العربية المتحدة تجهد من أجل فرصة عمل لم تجدها في بلدها مع أنها تملك إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة تشرين باللاذقية لمدة سبعة عشر عاما كانت دبي مكان إقامتها و عملها بعد أن تمكنت من الحصول على عقد عمل فيها بدأت في مكدونالد كمديرة فرع لمدة عام واحد و من ثم درّست اللغة الإنكليزية في المدارس الخاصة و العامة بدبي لكنها بعد ذلك قررت اللجوء لهولندا بهدف الاستقرار مع ولديها و هذا ماكان مع رعايتها لأولادها قامت تسار بدراسة اللغة الهولندية لمرحلة متقدمة و لم تتأخر فخلال عام واحد بهولندا عدلت شهادتها و عملت كمدرسة للغة الإنكليزية بمدينة هورن لكنها لم تتمكن من تجديد عقدها فابتكرت عملها الخاص بعد أن تمكنت من الحصول على موقع "فورد إيكوبيتير" عن طريق منظمة ويلكم أب التي عن طريقها حصلت على فرصة لدراسة طريقة البداية و بعد نجاحها في الحصول على شهادة التأهيل باشرت فورا بتسويق فكرتها بتلبية طلبات الوجبات الصحية بنكهة سورية لمن يرغب اليوم تسار تصنع طعاما صحيا و كثيرون يتواصلون معها من أجل الحصول على النكهة الصحية السورية لكنها تنتظر موافقة البلدية على الترخيص لتبدأ بإعلان عملها فورا بعد أن تسجل شركتها أهتم الإعلام الهولندي بنجاحاتها جدا و استضافها في مقابلات عديدة لتشجيعها خاصة بعد أن كتبت سيرتها الذاتية ضمن كتاب خاص باللغة الهولندية و نشرته تسار تكتب عامودا ثابتا في إحدى الجرائد الأسبوعية المحلية و تسعى جاهدة لتقدم نفسها كواحدة من السيدات الناجحات اللاتي يعتمدن على إرادتهن الذاتية سيدة سورية مقاتلة ...جدية و واضحة و هي السيدة التي قهرت الضعف فأثمرت #تسار_عسيكرية​ #tasar