حكم من يقول أن اليهود والنصارى مؤمنين

9 days ago

السؤال:
يقول السائل: فضيلة الشيخ، قال أحد الدكاترة في الجامعة: "إن عيسى عليْهِ الصَّلاة والسَّلام بُعِثَ إلى قومٍ مؤمنين"، وحين راجعناه في ذلك وبَيَّنا أنه مخالفٌ للنصوص، قال: الأصل أن اليهود ليست لديهم إشكالات؛ فما رأيكم فيما قاله؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب:
أظن أن هذا يندرج تحت ذوي قاعدة المعذرة والتعاون، وهذه القاعدة جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، وهي إحدى بل لعلها أكبر الجماعات الدعوية الحديثة الضالة المُضِلَّة، وقد تكلمت على هذه القاعدة كثيرًا جدًّا، وبسطت القول فيها كثيرًا جدًّا، بما أرى أنه يُغني عن إعادته هنا، هذا أولًا.

ثانيًا: هذا الرجل كذاب؛ افترى على الله وعلى رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، كيف لا يكون عند اليهود مشاكل؟! وهم قتلة الأنبياء، وصفهم الله عز وجل بذلك، كيف لا يكون عندهم مشاكل وهم مُحَرِّفَةُ التوراة؛ كتاب الله الذي جاء به موسى- صلَّى الله عليه وسلَّم- وفيه الهدى والنور؟! كيف لا يكون عندهم مشاكل وبلايا وطوام وهم يقولون العُزَيْر ابن الله؟! واتفقت اليهود والنصارى على مقولة ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾؟!

أنا أقول: إن كان هذا عالمًا يعلم هذه النصوص فيجب عليه التوبة وإلا كفر، يستتيبه الحاكم فإن تاب فبها ونعمت، وإن أصَرَّ على ذلك فهو كافر يُقتل ردة، كيف لا يكون عند اليهود مشاكل وكيف يقال أنهم مؤمنون وقد افتروا على مريم - عليها الصلاة والسلام- ما افتروه من البُهْت والزُّور والفاحشة؟! كيف يكون عيسى – صلَّى الله عليه وسلَّم – بُعث إلى قوم مؤمنين، وقد حاولت اليهود قتله والحمد لله نجَّى الله نَبَيّه وعبده ورسوله عيسىى صلَّى الله عليه وسلَّم ووقع القتل في واحد منهم؛ شُبِّه لهم، واليهود والنصارى جميعهم كُفَّار، وقد بَسَطْتُ هذه المسألة كثيرًا أعني كفر اليهود والنَّصارى، لكن النصارى أخف شيء لأنهم يؤمنون بعيسى صلَّى الله عليه وسلَّم ومن سبقه، مع أن إيمانهم هذا ليس خالصًا، لكن أخف، لا ينكرون نبوّة عيسى – صلَّى الله عليه وسلَّم – واليهود أشدّ، أين هذا الأستاذ المسكين الضائع عن قول الله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ﴾؟! عجيب! إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على أن كلتا الطائفتين كافرة، وكذلك أجمع أهل العلم والإيمان والدِّين على أن كلتا الطائفتين كذلك كافرة. نعم.

Loading comments...