Premium Only Content

من المهد إلى السماء...معجزة ولادة عيسى عليه السلام
من أرضٍ مباركة، تفوح منها رائحة النبوة، ويهطل على ترابها وحي السماء، كان مولد نبيٍ من أولي العزم. نبيٌ ليس كغيره من البشر، حملته أمه دون أن يمسسها بشر، وجاء إلى الدنيا بكلمة من الله وروحٍ منه.
إنه عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي اصطفاه الله بمعجزة لم يعرف التاريخ مثلها، لتكون آيةً للعالمين ورحمةً لمن آمن به، وبشّر برسالة التوحيد.
كانت مريم عليها السلام فتاةً طاهرةً، عابدة، تقية، نشأت في بيت النبوة، وربّاها زكريا عليه السلام على الخشية والعبادة. وكانت تخلو في محرابها، تتضرع إلى ربها ليلاً ونهاراً، حتى جاءها الأمر الإلهي الذي زلزل قلبها، وغيّر مجرى حياتها كلها.
جاءها جبريل عليه السلام في صورة بشر سوي، ففزعت وقالت: "إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً". لكنه طمأنها، وقال: "إنما أنا رسول ربك، لأهب لك غلاماً زكياً".
تحيّرت مريم، وقالت: "أنى يكون لي غلام، ولم يمسسني بشر، ولم أكُ بغياً؟" فقال: "كذلك قال ربك، هو عليّ هين، ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منا، وكان أمراً مقضياً".
فانسحب منها جبريل، وبدأت تنمو في أحشائها معجزة الله، تسري في دمها وعرقها، وقلبها يتقلب بين الإيمان والرهبة والخوف مما سيقوله الناس، لكنها كانت مؤمنة بوعد الله، واثقة بأن ربها لن يخذلها.
فلما جاءها المخاض، اعتزلت إلى مكانٍ بعيد، تحت جذع نخلة، وقالت: "يا ليتني مت قبل هذا، وكنت نسياً منسياً". لكن الرحمة الإلهية لم تتركها، فناداها من تحتها: "ألا تحزني، قد جعل ربك تحتك سرياً، وهزي إليك بجذع النخلة، تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً. فإذا رأيت من البشر أحداً، فقولي إني نذرت للرحمن صوماً، فلن أكلم اليوم إنسياً".
رجعت مريم تحمل طفلها على ذراعيها، عائدة إلى قومها. فلما رأوها قالوا: "يا مريم، لقد جئت شيئاً فرياً، يا أخت هارون، ما كان أبوك امرأ سوء، وما كانت أمك بغياً!" فأشارت إليه، فقالوا: "كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟" فنطق الطفل بمعجزة تهز السماوات والأرض، قال: "إني عبد الله، آتاني الكتاب، وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً".
ومن هنا، بدأت رحلة النبوة التي تفرّدت بمعجزات، لم يُؤتَها نبيٌ قبله. نشأ عيسى عليه السلام في بيت الإيمان، بعيداً عن الشرك، يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويواجه كهنة بني إسرائيل الذين بدّلوا الدين، وحرّفوا التوراة، وحكموا الناس بالظلم والطغيان. فنشأ عيسى شجاعاً، صادقاً، حكيماً، يجادلهم بالحق، ويصبر على أذاهم، وينذرهم من عذاب يوم عظيم.
أيّده الله بروح القدس، وجعل له آياتٍ عظيمة، فكان يحيي الموتى بإذن الله، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم. وكان يصنع من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه، فيكون طيراً بإذن الله. وكلما زادت المعجزات، ازداد الحقد في قلوب أحبار اليهود، الذين رأوا فيه خطراً على سلطتهم الدينية والمالية.
لكن عيسى عليه السلام لم يكن يسعى لملكٍ ولا جاه، بل كان يدعوهم إلى التوبة، والعودة إلى الله. كان يجوب القرى والبيوت، يدعو الفقراء والمساكين، ويشفي المرضى، ويمسح على رؤوس اليتامى، ويزرع في القلوب نور الإيمان. ويأمر الناس بالصدق، والعفة، والزهد في الدنيا، وينذرهم من الغفلة، ويخبرهم بقدوم نبيٍ بعده، اسمه أحمد.
وكان له حواريون، صدّقوه وآمنوا به، وقالوا: "نحن أنصار الله". قال لهم عيسى: "من أنصاري إلى الله؟" فقالوا: "نحن أنصار الله". فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل، وكفرت طائفة، فأيّد الله الذين آمنوا على عدوهم، فأصبحوا ظاهرين.
ومع ازدياد دعوة عيسى عليه السلام، وظهور الآيات على يديه، ازداد كيد اليهود وحقدهم، وتآمروا عليه في الخفاء. سعوا إلى تشويه دعوته، واتهامه بالسحر والكذب، وقالوا: "هذا سحر يؤثر، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين". ولكن صدق المؤمنون، وازدادوا إيماناً، وعلت كلمتهم، حتى بدأت قلوب الظالمين تضطرب، وقرروا أن يقضوا على عيسى عليه السلام نهائياً.
ذهبوا إلى الحاكم الروماني، وأثاروا غضبه، وقالوا: "إن عيسى يحرّض الناس على الثورة، ويهدد أمن الدولة". وأقنعوه بأنه خطر يجب التخلص منه، فأصدر الحاكم أمراً بالقبض عليه. وصل الخبر إلى عيسى عليه السلام، وهو في لحظة خلوة وعبادة بين خواص أصحابه، فأوحى الله إليه: "إني رافعك إلي، ومطهرك من الذين كفروا، وأنهم لن يقتلوك، ولن يصلوا إليك بسوء".
وأخبرهم عيسى أن الساعة قد اقتربت، وأن الله سيتوفاه ويرفعه إليه، وأنه لن يُصلب ولن يُقتل كما يظن الناس، بل سيكون له شأن آخر، وسر من أسرار السماء. وخرج من بين القوم ليلاً، وكانت العناية الإلهية تحفه وتغطيه، فلم يره أحد. أما الذي دلّ عليه، فقد شُبّه لهم، وأُلقي عليه شبه عيسى، فأُمسك به، وظن الناس أنه هو، فصلبوه. وما قتلوه، وما صلبوه، ولكن شبّه لهم. وإن الذين اختلفوا فيه، لفي شك منه، ما لهم به من علم، إلا اتباع الظن، وما قتلوه يقيناً، بل رفعه الله إليه، وكان الله عزيزاً حكيماً.
ومن تلك اللحظة، غاب عيسى عليه السلام عن الأرض، ورفعه الله حياً إلى السماء، جسداً وروحاً، ليعود في آخر الزمان، كما وعد الله، وكما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. في أحاديثه الصحيحة، سيعود عيسى، ليكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقيم العدل والإيمان، ويصلي خلف المهدي، ويحكم بشريعة الإسلام.
لكن قصة عيسى لم تنته عند رفعه، بل بدأت بعدها فتنة عظيمة. حاول اليهود تزوير الدين، ونشر العقائد الباطلة، وأدخلوا في دين الله ما ليس منه. فابتدعوا عقيدة التثليث، وقالوا: "إن الله ثالث ثلاثة"، وعبدوا عيسى من دون الله، وقالوا: "هو ابن الله"، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وضلوا ضلالاً بعيداً.
لكن الله لم يترك عباده للحيرة، فأرسل نبينا محمداً ﷺ بآخر رسالة، ليصحح بها ما ضل فيه الناس، ويعيد التوحيد صافياً نقياً. ونزل في القرآن الكريم بيان الحق عن عيسى عليه السلام، فنفى الله عنه الألوهية، وقال: "إنما المسيح عيسى ابن مريم، رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه". وأمر الناس أن يقولوا: "لا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيراً لكم، إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد".
وما زال ذكر عيسى عليه السلام في القرآن مشرقاً ناصعاً، يعلّم المسلمين حقيقته، ويبرّئ أمه الطاهرة مريم، ويجعله من أعظم الرسل، أولي العزم، الذين صبروا، وأبلوا البلاء الحسن، وكان من المبشّرين بنبينا محمد ﷺ، الذي أتى بعده، ليكمل النور، ويختم الرسالات.
ومع كل ذكر لعيسى في القرآن، يشعر المؤمن بخشوع عميق، لأنه ليس فقط نبي معجزة، بل نبي رجوع. نبي سيعود في آخر الزمان، ليقاتل أعظم فتنة عرفتها البشرية، فتنة المسيح الدجال، وينصر الحق، ويكسر الظلم، ويجعل الأرض مِلْكاً للعدل والإيمان من جديد، ويكون موته علامة قرب القيامة، فتُطوى صفحة الدنيا، وتقترب الآخرة.
تمر السنوات، وتطول القرون، والقلوب في انتظار ذلك الوعد الإلهي. وعد عودة المسيح عليه السلام، في زمنٍ يعم فيه الفساد، ويكثر فيه القتل، ويعم فيه الظلم، وينتشر فيه الكفر، ويظهر فيه المسيح الدجال، أعظم فتنة تمر على البشرية. فتنة يخدع بها الناس، ويقول: "أنا ربكم"، فيتبعه من في قلبه مرض، ويخافه من قلّ إيمانه، ويضل بسببه خلق كثير.
وفي ذلك الزمن المظلم، في أشد لحظات البشرية حلكة، يرسل الله المسيح عيسى من السماء، نزولاً عظيماً، يشهده المؤمنون في الأرض. ينزل على جناحي ملَكين، في المشرق، عند المنارة البيضاء بدمشق، واضعاً كفّيه على جناحي مَلَك، رأسه يقطر، كأنه خارج من طهر وعبادة. ينزل وقد آن أوان النور، وقد آن وقت النصر.
ينزل عيسى، ويطلب منه الناس أن يتقدم للصلاة، لكنه يرفض، ويقول: "تقدم يا إمام المسلمين". فيصلي خلف المهدي، ليكون دليلاً على أن الدين دين واحد، وشريعة محمد ﷺ هي الخاتمة. ثم يبدأ عيسى قيادة الأمة نحو النور والخلاص، فيخرج في قتال الدجال، ويبحث عنه، حتى يدركه عند باب لد في فلسطين، فيراه الدجال فيهرب منه، فيدركه عيسى، ويقتله بضربة واحدة، فيذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء، وتنتهي بذلك أعظم فتنة عرفها الناس.
بعدها تبدأ الأرض تتنفس الصدق والعدل، ويكسر عيسى الصليب، ويقتل الخنزير، ويبطل الجزية، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً. ويعيش بين الناس، يحكم بالإسلام، ويتبع شريعة محمد ﷺ، ويكون من أعدل من حكم من البشر. يعيش أربعين سنة بين الناس، لا نبي بعد محمد، لكنه عبد من عباد الله، ونبي من أولي العزم، وشاهد على صدق الرسالة.
وتزدهر الأرض في زمنه، حتى إن الرمانة تكفي الجماعة من الناس، ويبارك الله في كل شيء، ويرتفع الظلم، وتُجمع كلمة المؤمنين، ويأمن الناس، وتطول أعمارهم، ويعود الأمن إلى الأرض، ويعم الإيمان، وتنتهي الحروب، حتى أن السيف لا يُستخدم. ويكون الذئب بين الغنم، فلا يؤذيها، وتُرفع الشحناء من القلوب، ويصفو الزمان، حتى يتمنّى الناس أن يعيشوا في عهد عيسى عليه السلام.
ثم يقبضه الله بعد أن يبلغ أجله، فيموت كما يموت البشر، ويُصلى عليه، وتُدفن روحه الطاهرة في الأرض. وتُطوى بذلك آخر صفحة من صفحات النبوة، ويُختم عهد المعجزات، وتبقى رسالته خالدة، تشهد للتوحيد، وتُكذب كل من افترى على الله الكذب، وتُبرئه من كل قول نسب إليه ما لم يقله، وتشهد أن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه.
إن قصة عيسى عليه السلام، ليست مجرد قصة نبي، بل هي تجلٍ من تجليات القدرة الإلهية التي تصنع المعجزات، وتعلّم البشرية أن الله على كل شيء قدير. يولد من غير أب فيكون آية، ويمشي على الأرض ويشفي المرضى، فيكون رحمة، ويُرفع إلى السماء، فيكون وعداً، ويعود في آخر الزمان، ليكون نصراً، ويُقتل الدجال على يديه، فيكون خلاصاً للبشرية من أعظم فتنة.
وفي ختام قصة المسيح عيسى عليه السلام، تتجلى معاني الإيمان الحقيقي. أن الله وحده هو المعبود لا شريك له، وأن الرسل ما هم إلا عباد مكرمون، يبلغون رسالات الله، ويخشونه، ولا يشركون به شيئاً. وأن الحق لا بد له أن يعود، ولو بعد حين. وأن النور يأتي، ولو طال الظلام.
فهنيئاً لمن آمن بعيسى كما أمر الله، لا كمن غلا فيه أو فرّط. وهنيئاً لمن وحد الله، وصدّق برسله جميعاً، من دون تفريق ولا تحريف. وهنيئاً لمن جعل القرآن منهجه، وسنة محمد طريقه، ورضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ ﷺ نبياً ورسولاً، وبعيسى عليه السلام نبياً مكرماً وعبداً صالحاً من أولي العزم من الرسل.
قصة عيسى عليه السلام, المسيح بن مريم, قصة المسيح كاملة, معجزة عيسى, مولد عيسى, رفع عيسى إلى السماء, عيسى في القرآن, نهاية الدجال, عودة المسيح, قصص الأنبياء, قصص دينية مؤثرة, عيسى ابن مريم, نزول عيسى آخر الزمان, قتل الدجال, نهاية العالم, علامات الساعة الكبرى, نهاية الزمان, معجزات الأنبياء, قصة مؤثرة, فيديو إسلامي
---
-
LIVE
Dear America
45 minutes agoBREAKING NEWS! Trump Announces Charlie’s Killer Is In Custody! DEATH PENALTY IS THE ONLY OPTION!!!
44,260 watching -
LIVE
Timcast
27 minutes ago🚨PRESS CONFERENCE: Charlie Kirk Suspect In Custody | Tim Pool
11,884 watching -
LIVE
LFA TV
10 hours agoKILLER CAUGHT LIVE PRESSER! - FRIDAY 9/12/25
10,949 watching -
LIVE
iCkEdMeL
1 hour agoBREAKING: Trump Says Suspect in Charlie Kirk Assassination Likely in Custody
1,044 watching -
LIVE
Times Now World
7 hours agoLIVE NEWS | Charlie Kirk's Final Debate 24 Hours Before Tragic Murder By Sniper in Utah Event!
320 watching -
LIVE
The Bubba Army
23 hours agoVideo Killed The Radio Star, RELEASE DAY! - Bubba the Love Sponge® Show | 9/12/25
5,131 watching -
2:00:36
BEK TV
1 day agoTrent Loos in the Morning - 9/11/2025
12.6K1 -
22:25
DeVory Darkins
1 day ago $21.86 earnedTrump issues statement to the nation as FBI drops shocking update about shooter
99.1K143 -
10:55
Nate The Lawyer
2 days ago $2.11 earnedPortland's WOKE Laws Stop ALL Arrests to Help Illegal Migrants Fight ICE.
38.1K30 -
3:06:32
Price of Reason
16 hours agoCharlie Kirk Investigation Continues | Remembering 9-11 | Robert Downey Jr. Doctor Doom Look Reveal
281K71