ما هو كتاب كيبيليون؟(Mā huwa kitāb Kībilīyūn?)

3 months ago
34

هل سبق لك أن سمعت عن "الكيباليون"؟ إنه كتاب غامض، نشر عام 1908، يُنسب إلى "ثلاثة مبادِرين" مجهولين، ويُزعم أنه ينقل تعاليم هرماس تريسماجيستوس، الشخصية الأسطورية المرتبطة بالهرمسية. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً.

يُقدم الكتاب سبعة "مبادئ هرمسية"، تُشكّل أساس فلسفته. تتضمن هذه المبادئ أفكارًا مثيرة للاهتمام مثل: "الكل عقل، والكون عقلي" (مبدأ العقلانية)، و"كما في الأعلى، كذلك في الأسفل" (مبدأ المراسلات)، و"لا شيء ثابت، كل شيء يتحرك، كل شيء يهتز" (مبدأ الاهتزاز). ويشمل أيضًا مبادئ القطبية، والإيقاع، والسبب والنتيجة، والجنس.

لكن هل هذه المبادئ حقيقية تاريخياً؟ يقول بعض الباحثين أن بعض هذه الأفكار متجذرة في النصوص الهرمسية القديمة والمتوسطة، مثل مبدأ "كما في الأعلى، كذلك في الأسفل" الموجود في "اللوح الزمردي". لكن البعض الآخر، مثل مبدأ الاهتزاز، له جذوره في فلسفات لاحقة، مثل فلسفة ديفيد هارتلي.

والحقيقة هي أن "الكيباليون" ليس نصًا تاريخيًا بحتًا. إنه كتاب مُتأثر بشدة بأفكار الحركة الروحية الحديثة، المعروفة باسم "الفكر الجديد"، والتي ازدهرت في بداية القرن العشرين. فهو يتسم بنظرة غير تقليدية للهرمسية، مختلفة عن النصوص الهرمسية القديمة في التركيز على "التحويل العقلي" بدلاً من التأمل الروحي التقليدي.

اسم الكتاب نفسه، "الكيباليون"، ليس له معنى معروف في اليونانية، ويُعتقد أنه اختراع حديث، ربما من أجل إضفاء طابع قديم زائف على الكتاب.

خلاصة القول، إن "الكيباليون" كتاب مثير للاهتمام، يُقدم رؤيته الخاصة للفلسفة الهرمسية، مُستلهمًا من بعض أفكارها القديمة، لكن مُشكّلًا بأفكار العصر الحديث. يُمكننا التعلم منه أهمية التفكير النقدي، وضرورة تمييز بين المعتقدات التاريخية والمعتقدات المُعاصرة. إن فهم تاريخ الأفكار يُساعدنا على تكوين رأينا بصورة أكثر شمولية و استنارة.

Loading comments...