من كان مهاتما غاندي؟(Man kāna Mahātmā Ghāndī?)

3 months ago
36

لقد كان مُهاتما غاندي، واسمه الحقيقي موهانداس كارامتشاند غاندي، شخصيةً عظيمةً أثّرت على العالم بأسره. وُلد في الهند عام 1869، وتلقّى تعليمه القانوني في لندن. لم يكتفِ غاندي بممارسة مهنة المحاماة، بل أصبح رمزاً عالمياً للمقاومة السلمية.

بعد انتقاله إلى جنوب أفريقيا عام 1893، واجه غاندي التمييز العنصري ضد الهنود، فاستخدم المقاومة اللاعنفية كسلاحٍ لتحقيق المساواة. وقد أثبت نجاح هذا الأسلوب، ما دفعه للعودة إلى الهند عام 1915 ليقود الحركة الوطنية الهندية نحو الاستقلال عن الحكم البريطاني.

قاد غاندي حملاتٍ واسعة النطاق ضد الفقر والتمييز، مُطالباً بحقوق المرأة، وتعزيز الوحدة الدينية والعرقية، ووضع حد لنظام "المنبوذين". اعتمد غاندي أسلوب حياة بسيطاً، متواصلاً مع الفقراء، ومارس الصيام كوسيلة للاحتجاج السياسي والتأمل.

كانت مسيرة الملح الشهيرة عام 1930 نقطة تحوّل، حيث قاد غاندي مئات المتظاهرين لمسافة 400 كيلومتر للاحتجاج على ضريبة الملح المفروضة من قبل البريطانيين. سُجن غاندي مراتٍ عديدة في جنوب أفريقيا والهند، لكنه لم يتراجع عن إيمانه بالمقاومة السلمية.

في عام 1947، حصلت الهند على استقلالها، إلا أن تقسيمها إلى الهند وباكستان تسبّب في عنفٍ طائفي واسع النطاق. حاول غاندي جاهداً وقف هذا العنف من خلال الصيام والمصالحة، لكنه اغتيل عام 1948 على يد متطرف هندوسي.

يُحتفل بعيد ميلاد غاندي كل عام في الثاني من أكتوبر، باعتباره "يوم غاندي جايانتي" و "اليوم الدولي لللاعنف". يُعتبر غاندي رمزاً وطنياً في الهند، ويُعرف بلقب "بابو" بمعنى "الأب".

العبرة: يُظهر لنا مُهاتما غاندي أن التغيير الإيجابي مُمكنٌ من خلال قوة المقاومة السلمية والالتزام بالسلام والعدل، بغض النظر عن حجم التحديات. قوّة الإيمان والثبات على المبادئ هي التي تُمكننا من تحقيق أهدافنا وتغيير العالم نحو الأفضل.

Loading 1 comment...