لحظة إنقاذ غير متوقعة

6 months ago
22

في إحدى الليالي العاصفة، وبينما كانت الرياح تعصف بقوة، ساد الهدوء في أحد الأحياء الصغيرة إلا من صوت المطر المتساقط. كان البطل، شابًا يدعى أيمن، عائدًا إلى منزله بعد يوم شاق من العمل، يسير بخطوات سريعة متجنبًا البرك الطينية في الطريق. فجأة، سمع صرخة حادة تمزق سكون الليل، صوت طفولي مملوء بالخوف والاستغاثة.

التفت بسرعة، ليجد فتاة صغيرة لا تتجاوز العاشرة من عمرها واقفة على حافة الجسر، عيناها مغرورقتان بالدموع، وجسدها يرتجف من البرد والخوف. لم يكن هناك وقت للتفكير، كان الموقف يتطلب تصرفًا سريعًا. ركض أيمن نحوها بأقصى سرعته، وهو ينادي بصوت دافئ:

— "لا تخافي، أنا هنا لمساعدتك!"

لكن الفتاة كانت على وشك فقدان توازنها، إذ انزلقت إحدى قدميها على الحافة الزلقة. دون تردد، قفز أيمن وأمسك بيدها في اللحظة الأخيرة، قبل أن تسقط في النهر المتدفق أسفل الجسر. كانت يده قوية وثابتة، رغم المطر الذي جعل الإمساك بها صعبًا.

بذل أيمن كل قوته لسحبها إلى بر الأمان، ومع كل ثانية تمر، كان قلبه يخفق بسرعة. وأخيرًا، بعد جهد شاق، تمكن من رفعها بعيدًا عن الحافة. احتضنها ليطمئنها، وهي تلهث وتحاول التقاط أنفاسها.

— "شكراً لك… كنت سأموت!" قالت بصوت مرتجف.

ابتسم أيمن وربت على كتفها بلطف:

— "لن أسمح بذلك أبداً. أنتِ بأمان الآن."

في تلك اللحظة، وصل والد الفتاة الذي كان يبحث عنها بجنون، وعندما رآها بين يدي أيمن، لم يتمالك نفسه من البكاء شكرًا وامتنانًا. أمسك بيد أيمن، قائلاً:

— "لا أستطيع أن أصف مدى امتناني لك… لقد أنقذت حياتها."

ابتسم أيمن بتواضع وهو ينظر إلى الفتاة التي استعادت القليل من هدوئها:

— "هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله."

ومنذ تلك الليلة، أصبح أيمن معروفًا في الحي باسم "المنقذ"، لكنه لم يكن يبحث عن شهرة، بل كان يشعر بالرضا لأنه تمكن من إنقاذ حياة بريئة في لحظة كانت تعني الفارق بين الحياة والموت.

Loading 1 comment...