لبنان | مدير المنار: الإعلام الغربي سقط في معركة طوفان الأقصى والاحتلال خسر تعاطف الرأي العام الغربي

7 months ago
41

أكّد مدير عام قناة المنار إبراهيم فرحات، أنّ الإعلام الغربي سقط في معركة طوفان الأقصى وسقطت ادعاءاته الحضارية والثقافية، فيما نوّه بأنّه ولأول مرة بدأت تخسر دولة الإحتلال تعاطف الرأي العام الغربي.

وفي كلمة له خلال اللقاء التضامني الذي ينظمه إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلاميّة دعمًا للإعلاميين في فلسطين، اليوم الاربعاء في العاصمة بيروت، لفت فرحات إلى أنّ "ما يجري في غزة اليوم من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، والتي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الآمنين العزل، في ظل صمت مريب من أغلب من بيدهم القرار، بل في تآمر على هذا الشعب الجبار الصامت".

وقال إنّنا "نراهم يمنحون هذا المعتدي المتحرش الفرصة تلو الفرصة، والجسر المتواصل من الدعم بالذخائر المحرمة لتحقيق إنجازه الوهمي بدماء الأبرياء العزل".

ونوّه فرحات بأنّ "الشعب الفلسطيني الصابر أخذ قرارًا بأن لا يمنحكم مجددا تكرار مشهد النكبة الذي تحلمون به بل هو يسطر أبهى صور المقاومة والصمود الممزوجة بالأمل والانتصار، فقد انتصرت المقاومة في معركتها الإنسانية والأخلاقية من خلال ما قدمته من مشهد الأسرى المفرج عنهم ونجحت المقاومة في تقديم نفسها كما حقيقتها حاملة مشروعا حضاريا، إنسانيا، وناقضا لمشروع الغطرسة والتوحش والقتل والإبادة والتهجير والاقتلاع الذي يحمله العدو الصهيوني، ويجاهر به على مسمع ومرأى، العالم الذي يدعي التحضر".

ولفت مدير قناة المنار إلى أنّ "طهارة الدم الفلسطيني فضحت كل تضليلهم وفبركتهم من مستشفى الشفاء إلى مستشفى المعمداني، إلى الكثير الكثير من القصص التي فبركوها بالتعاون مع بعض وسائل الإعلام العالمية، التي سرعان ما تبين زيفها، فقد قتل العدو إلى الآن أكثر من 70 من الصحفيين العاملين في الميدان، ورسل الحقيقة في أقل من شهرين، وهو أعلى رقم لشهداء الصحافة بعد الحرب العالمية الثانية".

وفي السياق، أشاد فرحات بأنّ "المقاومة الفلسطينية وإعلامها العسكري نجحا في تقديم الصورة من الميدان، والتي تثبت مدى قدرتها على المواجهة، في ظل خوف جحافل الاحتلال من النزول من آلياتهم العسكرية، ومنعهم من تنجيس أرض غزة الطاهرة، كما انتصرت المقاومة في معركة السردية والصورة، وفشلت رواية الاحتلال المضللة المدعومة بأغلب الإمبراطوريات الإعلامية في العالم".

وقال فرحات إنّ "المقاومة قدمت التضحيات الكبيرة والصمود الأسطوري لأهل غزة، من المشهد حقيقي لكل وسائل الإعلام الحرة مقاومة، وإلى كل فرد، يساهم اليوم من موقعه بالاستفادة من وسائل التواصل التي ساهمت كذلك في تسييد رواية حقيقة، بالرغم من قيام إدارة المنصات العالمية بوضع قواعد وخوارزميات لمنع انتشارها، لكن الناشطون كانوا دائما لديهم أساليب للالتفاف عليها".

وأكّد أنّ "الإعلام الغربي سقط في معركة طوفان الأقصى وسقط معه ما يدعيه من النموذج الحضاري والثقافي بانحيازه الفاضح إلى تبني الرواية الصهيونية بالتعتيم على الأخبار والمشاهد، وحجم الصورة التي تخدم سرديتها الاحتلال".

ولفت فرحات إلى أنّ "وسائل الإعلام اللبنانية والفلسطينية والكثير من وسائل الإعلام الحرة والداعمة لعبت مع الناشطين والمؤثرين في تحريك الرأي العام العالمي، وإحداث تحولات وتغيير في ميزان حسابات النخب السياسية والفنية والإعلامية، وبعض الفئات الحكومية، ولأول مرة بدأت تخسر دولة الاحتلال تعاطف الرأي العام الغربي معها وهذا يلقي علينا تحديا كبيرا يجب التصدي له، والعمل على الإحاطة به، ومتابعته، والمبادرة من اليوم إلى تدوين وتوثيق وأرشفة الأحداث والقضايا والقصص الإنسانية، وكل ما يتعلق بهذه الجريمة الكبرى التي ترتكب الآن بحق غزة وأهلها، للعمل عليها لاحقا، وحاليا بكل الوسائل والأشكال والإنتاجات الوثائقية والدرامية كافة، وكل عمل فني ممكن في سبيل إدامة هذه القضية".

واعتبر فرحات أنّ هذه الأرشفة والتوثيق "ستكون مرجعًا في تشكيل الوعي الثقافي والفكري للأجيال القادمة، فإننا من خلال هذا اللقاء التضامني مع الصحفيين المستهدفين، نعلن أننا سنبقى مناصرين لقضيتهم، حاملين قصصهم مهما غلت التضحيات، فنحن ثابتون ومستمرون، ومنذ أكثر من 20 سنة نواجه سياسة المنع والعقوبات والتضييق بشكل دائما ومستمر بما لم تواجهه أي وسيلة إعلامية أخرى، وهذا يدل على مدى فاعلية الصوت الداعم لفلسطين وأهلها، ولكل القضايا المحقة على مدى العالم".

Loading comments...