العقل الباطني

1 year ago
16

ترتبط صفة الوعي بشكل عامّ بالكائنات الحيّة، أمّا صفة اللاوعي فهي الغالبة على الجماد، ويتمّ الفصل بين الإنسان والحيوان من ناحية الوعي بالحواسّ الخمسة، لكونهما يتّصفان بالحياة والقدرة على التنفّس، وهي الميزة التي يشترك فيها النوعان؛ إلّا أنّ الصفة الفُضلى التي تُميّز بينهما هي صفة العقل، وقد درس علماء النفس القُدامى صفتَي الوعي واللاوعي، وتحدّثوا عن صفة الوعي على مستوى النفس البشريّة، كما توصّلوا إلى أنّ صفة اللاوعي موجودة في النفس البشريّة، وهي مُقتصِرة على الجماد فحسب.[١] كان تركيز الفلاسفة القُدامى عند اليونان ومن تلاهم على النفس البشريّة، أمّا علماء النفس القدامى أمثال ديكارت فقد ركّزوا على صفة الوعي، في حين ركّز علماء النفس الحديثون مثل فرويد من وبعده على صفة اللاوعي، وقد وضّح الفلاسفة نظرتهم لصفتَي الوعي واللاوعي بالآتي: بدؤوا بالله سبحانه وتعالى، وقالوا: إنّ الله حيّ له روح وعقل وبهذا يمتلك الوعي الكامل في أسمى حالاته، ثمّ انتقلوا إلى الجماد ووجدوا أن لا حياة فيه، ولا روح له، ولا عقل؛ إذ تَغلب عليه صفة اللاوعي، أمّا الكائنات الحية فلها حياة ونفس، وهي تمتلك صفتَي الوعي واللاوعي، وللإنسان حياة وروح، أو نفس وعقل، ويمتلك صفتَي الوعي واللاوعي أيضاً، وتوصّلوا إلى أنّ هدف الوعي هو الحفاظ على الحياة وجعلها أفضل.[١] علاقة الوعي باللاوعي بيَّن كارل يونج في ربط الوعي باللاوعي أنّه عندما تغيب فكرة عن بال الإنسان فهذا لا يعني أنها فُقِدت، وإنّما فُصِلت للحظات عن الوعي وأصبحت في نطاق اللاوعي؛ إلا أنّ هذه الأفكار تعود فيما بعد عن طريق اللاوعي، ويبقى تأثير الأفكار التي تغيب عن الوعي في العقل الواعي وهو ما يشتمل عليه اللاوعي، كما تفقد الأفكار والصّور الموجودة في

Loading comments...