سورة النور بصوت الشيخ عبد الرحمان السديسي

سورة النور سورة مدنية، من المثاني، آياتها 64، وترتيبها في المصحف 24، في الجزء الثامن عشر، نزلت بعد سورة الحشر، بدأت بافتراض السورة Ra bracket.png سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ Aya-1.png La bracket.png. تحدثت السورة عن مواضيع حد الزنى وقذف المحصنات وحادثة الإفك وغض البصر والحجاب والاستئذان.

فضل وخصائص السورة
استفتح الله تبارك وتعالى هذه السورة بتنبيه العباد إلى فضلها، وعلو مكانها ومنزلتها. فقال جل من قائل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون} [النور:1] قد كان من عادة القرآن أن تستفتح السور فيه بمقاصده، ويذكر الله عز وجل فيها ما يذكره، ولكن هذه السورة خاصة استفتحها الله عز وجل بتنبيه العباد على عظيم شأنها، ولذلك اعتبر من خصائص سورة النور أن الله عز وجل استفتحها ببيان فضلها، فهذه منزلة لسورة النور لم تشاركها فيها غيرها من سور القرآن.
ثم إن المقاصد التي بينتها هذه السورة ، الأسرة المؤسسة الأولى في المجتمع المسلم التي تتكون منها عُرى المجتمع والروابط الاجتماعية فتُربي المجتمع على العفاف والطهر وعدم تعدي حدود الله وإلا لن يجد إلا الظلمة لذلك حثَّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساءَ على تعلُّم هذه السُّورة وعدم انتشار هذه العدوى انتشار النار في الهشيم ، تبرئة النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الهوى والحيف في الحُكم ، وتقرير وجوب طاعته صلَّى الله عليه وسلم في عدَّة مواضع مِن هذه السورة ، الوعيد الشَّديد على مخالفة أمره صلَّى الله عليه وسلم ، آثار ومظاهر نور الذات العلية المتمثلة في المساجد النور الكوني الشامل الذي هو نور في الأرواح ، وإشراق في القلوب ، وشفافية في الضمائر ، مستمدة كلها من ذلك النور الكبير.
كما شملت على عقاب الذين يقذفون المحصنات، والزجر عن حب إشاعة الفواحش بين المؤمنين والمؤمنات، وإفشاء السلام، ومنع الرحمة في حق الزناة لأنه أنفع للمجتمع وحرم اقتران الزانية بالمؤمن لأنها أخس منه ولعدم وقوع الشبهة في الزواج ولصوالح المجتمع - أياً كانت سواءً كانا متزوجين أو غير متزوجين، ثم ذكر الذرائع الصالحة لعدم الوقوع في الحرام والأسباب المحافظة على الطهر وهي غض البصر.