ما عندي طاقه للنزاع

2 years ago
4

أخذ العدد المطلق لوفيات الحروب في الانخفاض على الصعيد العالمي منذ عام 1946. بيد أن النزاع والعنف يتصاعدان في الوقت الراهن، وتنشب معظم النزاعات اليوم بين العناصر الفاعلة من غير الدول، من قبيل الميليشيات السياسية والجماعات الإجرامية والجماعات الإرهابية الدولية. وأصبح من عوامل النزاع السائدة التوترات الإقليمية التي لم تحل، وانهيار سيادة القانون، وغياب مؤسسات الدولة أو اختطافها، والمكاسب الاقتصادية غير المشروعة، وتفاقم ندرة الموارد بفعل تغير المناخ.

وفي عام 2016، كان عدد البلدان التي شهدت نزاعات عنيفة أكبر من أي وقت مضى منذ ما يقرب من 30 عاما. وفي الوقت نفسه، أصبحت النزاعات أكثر تجزؤا - فتضاعف بشدة، على سبيل المثال، عدد الجماعات المسلحة الضالعة في الحرب الأهلية السورية منذ اندلاع النزاع، من مجرد ثماني جماعات إلى عدة آلاف من الجماعات. وعلاوة على ذلك، أصبحت النزاعات اليوم أقل استجابة لأشكال الحل التقليدية، مما يجعلها أطول أمدا وأكثر فتكا. ويعزى هذا بدرجة كبيرة إلى اكتساب النزاعات لطابع إقليمي يؤدي إلى الربط بين المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية عبر الحدود، فتعزز بالتالي تلك النزاعات بعضها بعضا. وتشكل الحرب في اليمن مثالا مؤلما على ذلك.

Loading comments...